بعيدا عن سور الأزبكية
.. بعيدا عن سور الأزبكية
بدأت أشعر بخديعة ظاهرة "توقيع الكتب" عندما وقع بين أيدي كتاب هام- مش هاقولك اسمه إيه- ذات مرة في سور الأزبكية، إذ كان المؤلف صاحب الاسم الكبير- مش هاقولك برضه هو مين!- قد كتب إهداءً فخما ضخما لشخصية أدبية معروفة- ما تتعبش نفسك صدقني مش هأقولك على اسمه-، وكان وصول هذه النسخة النادرة إلى سور الأزبكية ثم إلى هذا الشاب الذي لم ينبت شاربه بعد- اللي هو أنا يعني من كام سنة بقى!- لا يعني سوى شيئا واحدا.. أن الشخصية الأدبية المعروفة "اتزنقت" في قرشين أو اتخنقت من الكتب الكثيرة في المكتبة، فضحت بكتاب صاحب الاسم المعروف وباعته بقرشين صاغ لبائع كتب متجول، دون أي اهتمام أو تقدير أو تعبير حتى ياجدع للإهداء الرقيق المكتوب على الصفحة الأولى من الكتاب.
وعليه ولما فرجها الله وصرت من ذوات "حفلات التوقيع"- وهي فصيلة منشقة من ذوات الأربع!- أصبح الفأر يتمطع في عبي بعد أن يلعب قبل أن أسأل نفسي "ترى متى سأرى هذه النسخة التي أوقعها من كتابي الآن ملقاة بإهمال في سور الأزبكية" – مع الأخذ في الاعتبار بأني لست بكل تأكيد – صاحب الاسم الكبير- ولا معظم ممن أوقع لهم "شخصيات أدبية معروفة" وهو الأمر الذي يرفع نسبة بيع الكتاب- لبتاع الطعمية وليس حتى لبتاع الكتب- وفوقه التوقيع والإهداء "بونص" هو قدر لابد وأن يحدث!
جزء من هذا السيناريو حدث بالفعل منذ شهور حينما كنت اتسكع - على سبيل الفسحة والاستمتاع الذي لايتكرر كثيرا- في شوارع مصر الجديدة، عندما وجدت إلى جوار بائع الفشار النشط ، كومة من الكتب المتراصة إلى جوار بعضها، وعلى سبيل التقليب في البضائع جايز الواحد يلاقي كتاب على مقاسه، لفت انتباهي ذلك الغلاف ذا اللون الأخضر الفاقع، قلت لنفسي مش معقول، أكيد تشابه اخضرار، ولكن من هذا المسكين الموتور الذي يلون غلاف كتابه الأول بلون أخضر "جوافي" سواي؟
وقد كان.. هذه نسخة - نادرة طبعا!- من كتابي الأول "الإنسان أصله جوافة"، قلبت فيها بلهفة أم عثرت على رضيعها بعد سنوات طويلة وقد صار شحطا لونه أخضر، ثم نظرت في سرعة إلى الصفحة الأولى من الكتاب فلم أجد عليه أي إهداء، فحمدت الله شاكرا أنه انقذني من تلك اللحظة العصيبة، قبل أن أتذكر أن كتاب " الإنسان أصله جوافة" لم تحدث له أي حفلات توقيع من أصله!
ما علاقتك أنت بحديث الذكريات هذا؟
علاقة وثيقة طبعا، وهي أنك مدعو لحضور حفل توقيع لكتب "الحالة ميم" و"بحب السيما" و"من غُلبي" و"حماتي ملاك"- كده كلهم لوكشة واحدة- يوم الجمعة القادم 30 يناير 2009 في جناح دار كيان بسراي كندا في معرض الكتاب، في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا، آمل أن تكون قوي الذاكرة ولازلت تتذكر أن الكتاب الأول من تأليفي والثاني والثالث والرابع من تأليف الأصدقاء "نانسي حبيب" و"حسام مصطفى إبراهيم" و"سحر غريب" على الترتيب.
حضورك سيزيد الشمس وهجا والقمر بهاء والسماء زرقة والبحار مية والكشري شطة والفول دقة والمعرض نورا وبهاء ومن قبل هذا وبعده سيزيد من نسخ الكتب المباعة طبعا!
في انتظاركم وكلي أمل ألا نتقابل - كتابي وأنا- مرة ثانية - بعد أيام أو شهور أو سنوات- في سور الأزبكية!