من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

الاثنين، يناير 26، 2009

بعيدا عن سور الأزبكية

.. بعيدا عن سور الأزبكية

بدأت أشعر بخديعة ظاهرة "توقيع الكتب" عندما وقع بين أيدي كتاب هام- مش هاقولك اسمه إيه- ذات مرة في سور الأزبكية، إذ كان المؤلف صاحب الاسم الكبير- مش هاقولك برضه هو مين!- قد كتب إهداءً فخما ضخما لشخصية أدبية معروفة- ما تتعبش نفسك صدقني مش هأقولك على اسمه-، وكان وصول هذه النسخة النادرة إلى سور الأزبكية ثم إلى هذا الشاب الذي لم ينبت شاربه بعد- اللي هو أنا يعني من كام سنة بقى!- لا يعني سوى شيئا واحدا.. أن الشخصية الأدبية المعروفة "اتزنقت" في قرشين أو اتخنقت من الكتب الكثيرة في المكتبة، فضحت بكتاب صاحب الاسم المعروف وباعته بقرشين صاغ لبائع كتب متجول، دون أي اهتمام أو تقدير أو تعبير حتى ياجدع للإهداء الرقيق المكتوب على الصفحة الأولى من الكتاب.
وعليه ولما فرجها الله وصرت من ذوات "حفلات التوقيع"- وهي فصيلة منشقة من ذوات الأربع!- أصبح الفأر يتمطع في عبي بعد أن يلعب قبل أن أسأل نفسي "ترى متى سأرى هذه النسخة التي أوقعها من كتابي الآن ملقاة بإهمال في سور الأزبكية" – مع الأخذ في الاعتبار بأني لست بكل تأكيد – صاحب الاسم الكبير- ولا معظم ممن أوقع لهم "شخصيات أدبية معروفة" وهو الأمر الذي يرفع نسبة بيع الكتاب- لبتاع الطعمية وليس حتى لبتاع الكتب- وفوقه التوقيع والإهداء "بونص" هو قدر لابد وأن يحدث!
جزء من هذا السيناريو حدث بالفعل منذ شهور حينما كنت اتسكع - على سبيل الفسحة والاستمتاع الذي لايتكرر كثيرا- في شوارع مصر الجديدة، عندما وجدت إلى جوار بائع الفشار النشط ، كومة من الكتب المتراصة إلى جوار بعضها، وعلى سبيل التقليب في البضائع جايز الواحد يلاقي كتاب على مقاسه، لفت انتباهي ذلك الغلاف ذا اللون الأخضر الفاقع، قلت لنفسي مش معقول، أكيد تشابه اخضرار، ولكن من هذا المسكين الموتور الذي يلون غلاف كتابه الأول بلون أخضر "جوافي" سواي؟
وقد كان.. هذه نسخة - نادرة طبعا!- من كتابي الأول "الإنسان أصله جوافة"، قلبت فيها بلهفة أم عثرت على رضيعها بعد سنوات طويلة وقد صار شحطا لونه أخضر، ثم نظرت في سرعة إلى الصفحة الأولى من الكتاب فلم أجد عليه أي إهداء، فحمدت الله شاكرا أنه انقذني من تلك اللحظة العصيبة، قبل أن أتذكر أن كتاب " الإنسان أصله جوافة" لم تحدث له أي حفلات توقيع من أصله!
ما علاقتك أنت بحديث الذكريات هذا؟
علاقة وثيقة طبعا، وهي أنك مدعو لحضور حفل توقيع لكتب "الحالة ميم" و"بحب السيما" و"من غُلبي" و"حماتي ملاك"- كده كلهم لوكشة واحدة- يوم الجمعة القادم 30 يناير 2009 في جناح دار كيان بسراي كندا في معرض الكتاب، في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا، آمل أن تكون قوي الذاكرة ولازلت تتذكر أن الكتاب الأول من تأليفي والثاني والثالث والرابع من تأليف الأصدقاء "نانسي حبيب" و"حسام مصطفى إبراهيم" و"سحر غريب" على الترتيب.
حضورك سيزيد الشمس وهجا والقمر بهاء والسماء زرقة والبحار مية والكشري شطة والفول دقة والمعرض نورا وبهاء ومن قبل هذا وبعده سيزيد من نسخ الكتب المباعة طبعا!
في انتظاركم وكلي أمل ألا نتقابل - كتابي وأنا- مرة ثانية - بعد أيام أو شهور أو سنوات- في سور الأزبكية!

السبت، يناير 17، 2009

الحالة ميم وبحب السيما

الحالة ميم و بحب السيما

حسنا، هذا هو العام الثالث على التوالي الذي يظهر لي فيه كتاب في معرض القاهرة للكتاب، اضحك عليك لو قلت أني مصدق!، آه وربنا، مازلت حتى الآن مستغربا من أن هناك- وأنا هذا الشاب الأرعن الأزعر.. أيوه الأزعر عديها!- من يشتري كتابا يحمل اسمي! هذا أمر مدهش.. والنبي مدهش ويشعر الواحد بمسئولية مرعبة، لاتقف حدودها فقط عند "ماذا تكتب في الصفحات التي تعيش حتى بعد أن تموت؟"، وإنما تصل إلى حدود "هل ما تكتبه يستحق أن يدفع فيه البعض شوية جنيهات؟".
عموما لابد وأن تشاركوني أنتم بالإجابة عن السؤال الأخير، ودعوا التاريخ- أيوة التاريخ!- هو الذي يجيب على السؤال الأول- هأتصرف أنا معاه بطريقة خاصة.. آه كم من تزوير كتبته الأهواء والأموال في التاريخ!-
كنا في العام الماضي أربعة كتب، لأربعة من شلة أول سطر، هذه المرة، لاتوجد أول سطر بشكلها "التقليدي"، لكننا نتواجد في صور أخرى ربما لا يجمعها لوجو واحد لكن يجمعها حماس ومشاعر واحدة، شاعرنا الكبير "أحمد عمار" إجازة هذا العام- أخذته منا قناة الحياة ودنيا المشاهير- لكنه يعد لمفاجأة آمل أن تخرج للجميع في رمضان القادم إن شاء الله، وصاحبة البنفسج "دعاء سمير" بدورها تعد لمجموعتها القصصية الأولى على رواقة ومزاج ، وآمل أن تجدونها في المكتبات على دخلة الصيف- قولوا إن شاء الله-، أما كتلة النشاط والحماس "حسام مصطفى" فهاهو يطل عليكم هذه المرة بثلاثة كتب مرة واحدة- في عين العدو- "لولا وجود الحب" و"من غُلبي" و"يوميات مدرس في الأرياف- طبعة ثانية" ومن يزور مدونته "فضفضات" سيعرف التفاصيل المثيرة بكل تأكيد.
أما أنا- معلش قاعد لكم فيها- فإن كسل وأشياء أخرى عطلت صدور كتابي الحلم- 128- الذي يعد ملحمة إنسانية إغريقية فرعونية حلزونية في حب الآلة!، لكن آمل أن يمن الله علينا بفرجه فيصدر هذا الكتاب قريبا قبل أن تتحول السيارة 128 إلى فقرة في أفلام تسجيلية تتحدث عن السيارات المنقرضة!
هذا العام يصدر لي في معرض القاهرة الدولي للكتاب- يعني بعد 4 أيام تقريبا- كتاب "الحالة ميم".. وهذا هو غلافه




لا أعرف الحديث عن الكتاب لكنه حلو وكويس ولازم تشتروه طبعا!، وحتى يرتاح ضميري فينخدع أحدهم ويشتريه بوصفه رواية فيطلع قصص قصيرة، أؤكد لكم أن الكتاب يحتوي على مقالات!، وفيه كتابة عن الناس والشوارع والأماكن ومصر وأحوالها بكل تأكيد ، كل هذا في عرض خاص بعشرة جنيهات فقط!- غالي حبتين بس ما أقولكش على الطباعة .. جامدة جدا!-
هذاعن "الحالة ميم" أما "بحب السيما" فهو الكتاب الذي اتوقع له أن يكون فاكهة المعرض هذا العام، للصديقة العزيزة الموهوبة "نانسي حبيب"، هذا هو كتابها الأول، واختارت أن يكون في عالمها السينمائي الخاص الذي تكتب فيه بصدق وحميمية وكأنها عاشت مع يوسف شاهين وأحمد زكي وسعاد حسني ورشدي أباظة وغيرهم من النجوم تفاصيل التفاصيل ودهاليز الدهاليز.. الكتاب ممتع بصراحة ويتناول حواديت سينمائية بطريقة مختلفة وجذابة وبسبعة جنيهات فقط... يالا فرصة! وهذا هو الغلاف..



أين تجد هذه الكتب؟ سؤال وجيه.. في المعرض طبعا! فين بالظبط؟ سؤال أوجه.. الثابت أن دار كيان- الناشر- سيكون لها مقرا في جناح كندا ، يمكنك السؤال عنها أو عن دار ليلى، هم الاثتين ولاد عم من أب واحد!، ربما تكون هناك أماكن أخرى للبيع سنعلنها فور أن نعرفها نحن بالأساس! في الانتظار.. وصباح الفل المعطر بالياسمين ع الجميع

الثلاثاء، يناير 13، 2009

طارق إمام


طارق إمام

فرحتي كبيرة تمتد- على رأي عمنا نزار قباني- كسرب حمام من بغداد إلى الصين، بفوز الروائي الموهوب المحترم الجدع المخلص لما يكتب "طارق إمام" بجائزة ساويريس في الرواية "المركز الثاني" عن روايته البديعة "هدوء القتلة"، فرحت وكأنني من فاز بالجائزة رغم أني لم أتقدم للمسابقة ولم أكتب أي روايات من أصله!
عرفت "طارق إمام" سماعي لأول مرة، كنت في الدستور حينما بدأ اسمه يتردد أمامي بشكل مكثف فيه سرد لمناقب الرجل وصفاته الطيبة. إن جيت للحق تحفزت لرؤية هذا الطارق اللي عامل فيها إمام، وصرت متطلعا للتعرف عليه عن قرب لأرى إن كان مايتردد عنه حقيقي أم أنه وشلة الكاريكاتير وغيرهم في الجورنال أصحاب من أيام الابتدائي، وأنهم يردون إليه جميل الساندوتيشات التي كان يتطوع بتقديمها لهم مجانا في الفسحة!
وعليه، عندما تصادف والتقينا للمرة الأولى، لم يكن يعرفني هو- أكيد يعني خلقتي دي مين اللي يعرفها!- وتكفل الترحيب الحار به من الزملاء بأن تعرفته على الفور، ولأنني مستفز من هذا الكائن الإنساني الموهوب المحبوب بزيادة الذي لابد وأن الست والدته شيعته في أحد الأيام المباركة بقولها "روح يابني ربنا يزيد موهبتك ويحبب فيك خلقه"، فقد غالبت طبعي المتردد المتراجع للخلف دوما حينما تحين لحظة التعارف الأولى مع الآخرين، ومددت يدي إليه وأنا أقول "فلان الفلاني.. هنا في الدستور.. سمعت عنك كتير"، وضغطت على الجملة الأخيرة ولسان حالي يقول "أيوه ياسيدي دوشونا بيك.. ورينا عضلاتك بقى!".
وحينما صافحني في ود وترحاب وألفة وصدق من يرى حبيب غائب منذ سنوات، وعندما أخذني في حضنه ليكمل دفئه الإنساني، وعندما إنساب الحديث الصافي بيننا وكأننا نكمل نقاش حميمي سابق، عندها ظللت أبحث عن كوز من الميه الساقعة حتى أدلقه على نفسي حرجا وعقابا وجزاء على شري المتأصل في نفسي البشرية الخبيثة!
وهكذا امتدت بيني وبين "طارق إمام" خيوطا من التواصل في قوة ونعومة وقيمة الحرير، وكنت كلما أراه بشعره المتناثر وعيونه الذكية الحائرة وجسده الرياضي- بأحسده بأحسده!- وحقيبته الجلدية التي يحملها على كتفه دوما في حرص وكأنه يخبأ فيه أسرار الموهبة الرباني ، أفرح.. أفرح كده لوحدي، سعيدا بأننا ننتمي إلى جيل – عمري- واحد، وأن هناك بيننا- في هذا البلد- من هو شفاف على الورق والحبر بنفس شفافيته تلك التي يتعامل بها مع البشر والحجر، هي تلك الروح الخاصة التي جعلتني أقف أمام روايته الجميلة "هدوء القتلة" مستمتعا حائرا غير قادر – من فرط المتعة-على الكتابة عنها مثلما أقول له في كل مرة وأخلف كعادتي!، وآمل ألا يكون هذا حالي بعد عشرة أيام حينما تصدر روايته الجديدة "الارملة تكتب الخطابات سرا" في معرض الكتاب القادم، وإن كنت على يقين بأنه من الأفضل له طبعا- وسترة لي أنا كذلك!- ألا أكتب عنها من أصله، خاصة بعد ما قرأت ما كتبه الناقد الكبير "صلاح فضل" عن "هدوء القتلة" وبعدما قال لي الكبير د."أحمد خالد توفيق" أنه معجب جدا بنفس الرواية وبعدما أكد لي برضه- ماهو مافيش غيري تقريبا في المدونة دي!- الروائي المهم "مكاوي سعيد" أنه يعتبر "طارق إمام" أكثر أبناء جيله موهبة، بعد كل هذا أعتقد أني لو كتبت عن "هدوء القتلة" أو "الأرملة..." سأصبح مثل بائع البطيخ الذي يتحدث في خطط الحرب الاستيراتيجية!
هيييه.. أخيرا تأتي أخبار مفرحة من مصر، والفرحة كبيرة فعلا لأنها مربوطة على اسم طارق إمام.

الجمعة، يناير 02، 2009

زاهي وهبي

زاهي وهبي
منذ أن كان "الدش"- بكسر الدال- يدخل في قائمة السلع الترفيهية باهظة الثمن، وأنا أعرف اسمه جيدا، كان صيت برنامجه الشهير "خليك بالبيت" يتسلل عبر صفحات الصحف والمجلات، ليكشف عن طبيعة الرجل كمحاور ذي طبيعة استثنائية، ليس من النوع المهاود الذي يسهل تأجيره لتلميع الضيف، وليس من النوع "المهيجاتي" الذي لايستطيع النوم هانئا في منزله إلا إذا بكى ضيفه ونهنهه وجعله فرجة الدنيا ومافيها، ولما فرجها الله وصار الدش- بكسر الدال مجددا- في يد الجميع، تابعت نذرا يسيرا من برنامجه الجميل لظروف مرتبطة بكونه دائما يأتي في وقت غير مناسب لي وهو أمر فسرته بالنحس الملازم للمرء طبعا، لكن الرؤية القصيرة أكدت لي أن "زاهي وهبي" غير.. وأنه يستحق أن تنتظره في البيتك فعلا لتتابعه على شاشة تليفزيون المستقبل اللبناني كل اثنين وهو يستضيف نجوما ويصنع نجوما من كل انحاء الوطن العربي، وعلى سبيل التعويض صرت متابعا نهما لمقاله الأسبوعي في جريدة الحياة اللندنية كل خميس والذي يكتبه تحت عنوان فيه جاذبية وثقافة أهلنا في الشام "حبر وملح"، وصار المقال "أفيون" وصارت كتابة زاهي تحديا لما فيها من ألق ونعومة وعمق وشاعرية، لذا لم اندهش عندما عرفت - متأخرا طبعا كالعادة- أن الرجل- الذي قبع عاما كاملا في سجون الاحتلال الإسرائيلي- شاعر كطبيعة أهل شجر الارز، وإن كان حضوره الإعلامي الطاغي غطي نسبيا على أهميته كشاعر خاصة وان معظم النقاد أو أهل الأدب عادة ما يتعاملون - في هذه السنوات البائسة التي نعيشها- مع كل من يظهر على شاشة التليفزيون بوصفه "رجل سطحي يهوى النساء والشهرة والأضواء فكيف له أن يكتب أو أن يكون- ياللهول- شاعرا؟"، وعليه لم أجد - تفاعلا مع مايحدث في غزة الآن- سوى نشر قصيدته الأخيرة التي نشرتها الحياة في أول أيام عام 2009، وقد ظلت سطورها الأخيرة يتردد صداها في روحي وأنا أهتف.. حقا .. حقا..

هذه اليد المقطوعة
غداً شجرةً تصير
تلامسُ كف السماء
تحطّ عليها الطيور
وتعششُ فيها الأناشيد.
***
هذه العيون المطفأة
غداً
نعلّقها في أهداب الريح
سراجاً جاحظاً
في وجوه القتلة
أو في قلوبهم العمياء.
***
هذه الطفلة الذبيحة
غداً
نكتبها أغنية أو حداء أمهات
يحفظها الصغار غيباً
ينصبون ذكراها
أرجوحةً لصباحات يوقظها جرس المدرسة
لا هدير الطائرات.
***
هذه الصرخة المكتومة
غداً
ريحاً تعصف في الجهات
تعرّي الوجوه الزائفة
تكنس آثام بلاد مغسولة
بالحرقة والصلوات.
هذه الرصاصات القاتلة
غداً
تمسي سواراً في ساعد صبية
تحدِّثنا عن «جيش الدفاع»
الذي يخاف من أغاني الأطفال
والكتب المدرسية.
***
غداً
لن يبقى من الجدار
سوى أثر الجدار
لن يبقى من الحصار
سوى حكايات الحصار
لن يبقى من النار
سوى بقايا النار
غداً
تُكتب الحياة لمن أراد الحياة
ينبتُ الشوك
في عيون الطغاة.


زاهي وهبي