من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

السبت، ديسمبر 23، 2006

شغل التكييف

شغل التكييف
كان يوما قاهريا تماما، إذ بقى لهيب الصيف متقدا رغم أننا وقتها كنا في أول ديسمبر! لا يوجد حل هذه المرة سوى أن تفعلها وتضحي بزوجين من الجنيهات من أجل أن تستقل فخر الصناعة المصرية، الأتوبيس المكيف المعروف اختصارا -أو تمييزا عن أتوبيس الغلابة- بـ"سي تي ايه"، وبداخله لم يقل العرق أو يخف الشعور بالحرارة لتكون المفاجأة السعيدة..التكييف لا يعمل! ، قربت يدي من الفتحات التي يخرج منها الهواء البارد "جايز تهيؤات!"، لاشيء يخرج.. التكييف مش شغال فعلا ، أنظر لباقي الركاب أجدهم مستقرين مغلقين النوافذ بإحكام في منتهى الرضا والسعادة!احتار قليلا،ثم اختار الفعل المصري الصميم "السكوت".."يعني أنا هأكون أجدع من باقي الركاب وأهو حر وموت على الجميع!"..ونحن جميعا نحتفل بالعرق وبضيق التنفس رأيت الراكب الوحيد الذي يرتدي فينا "نصف كم" قادما من آخر الأتوبيس مندفعا نحو السائق ثم قال له في حدة "شغل التكييف!"، الغريب أن السائق لم ينطق بحرف واحد وإنما شغل التكييف فورا،وكأنه كان ينتظر أن ينطق واحد منا فقط بكلمة واحدة تجلب حقه المسلوب!يبدو أن التغيير في مصر سيأتي ممن يرتدون "النصف كم" في عز البرد!

الاثنين، ديسمبر 04، 2006

Good night and Good luck!


Good night and Good luck

هذا هو اسمه ، وإذ لم تستطع أن تشاهده أثناء مهرجان القاهرة السينمائي، دور عليه على الإنترنت،ماعرفتش .. شوف منه نسخة مسروقة- مش حرام صدقني!- عند واحد صاحبك.. اشتريه سي دي مضروب من العتبة..برضه ماعرفتش.. يبقى سافر أمريكا وشوفه هناك! أعمل أي حاجة بس أمانة عليك لازم تشوفه..وأنت تتابع مشاهده ألغى من دماغك فكرة أن أحداث الفيلم تدور في خمسينات القرن الماضي حينما تحولت أمريكا إلى "كيان خائف من نفسه" بفعل السيناتور "ماكارثي" الذي أصبح يطارد كل الأمريكيين بتهمة الشيوعية.. أنسى ذلك وضع مكان الأسماء الأجنبية آخرى مصرية..ستجد أنك تشاهد بلدك على الشاشة..نفس حالة الخوف والرعب ونفس حالة الاستسلام الشعبي لها، نفس شخصنة الوطن في بني آدم- ماكارثي في أمريكا ، ومبارك في مصر- ونفس اختلاط المفاهيم "كل من هو معارض فهو خائن، وكل من هو متهم يجب اضطهاده ومسح كرامته" ستجد من يتحدث عن حق الوطن ولن تجد مطلقا من يتحدث عن حقك أنت..ده أنت ياشيخ حتى هتلاقي "عبد الله كمال" هناك بس اسمه بقى "أوبريان"!
شوفه كما هو بالأبيض والأسود وتخيل أنت حالنا بالألوان.. شوفوه حتى تدرك كيف تكون "الحقيقة" قوية لدرجة أنها قادرة على هز كل جبال الكذب والفساد والظلم..فقط ينقصها دوما أن تكون "حرة".. شوفه حتى تعرف أن "سلة مهملات"- بلاش نقول مزبلة!- التاريخ التي ذهب إليها "ماكارثي" حتما سيذهب إليها كل .."ماكارثي"!