من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

السبت، نوفمبر 29، 2008

منصورة ياحبي


منصورة ياحبي


الساعة الآن الثانية والربع صباحا، عائدا للتو من المشروع المنصوري النادر "بوكس آند بينز"، بعد الاحتفال الدافئ الذي تم على شرف سلسة أول سطر وحفل التوقيع للكتب الأربعة اللي اسمها في التدوينة اللي تحت- أكيد حفظتها يعني مش كل شوية أقولك عليها!- .نصرني – ومعي صديقي حسام- أهلنا الذين في المنصورة، كنت قد اتفقت مع حسام على أننا سنصطحب أكبر عدد ممكن من أفراد أسرتنا حتى إذا لم يحضر أحدا، تظاهرت أنا بعدم معرفتي لأبي وأمي وأخي وزوجته وتظاهر هو بعدم معرفة أي من أقربائه، ثم نرحب بهما جميعا على اعتبار أنهم قراء نقابلهم لأول مرة!لكننا على حس الحضور الطيب والمشجع والحميمي لشباب المنصورة الجدعان، لم نتبرئ من أهالينا أبدا! لن أقول لك أن شارع جزيرة الورد الشهير كان مغلقا بسبب جمهور القراء، أو أن مديرية الأمن أرسلت وحدة مرور خاصة لتنظيم خطوط سير المتجهين نحو المكتبة لرؤيتنا، لكن المكتبة -الجميلة التي يشع من أركانها شيئا ما غامض محبب- امتلأ معظمها وقوفا وجلوسا، ولا أخفي فرحي بأن معظم الحاضرين كنت اتعرف عليهم لأول مرة .. هييييييه.. يعني الناس دي سايبة بيوتها في هذا الليلة الشتوية الباردة نسبيا من أجل أن تسمع تجربتنا في الكتابة والتواصل معنا.. هذا شيء لايقدر بثمن إذا كان يحدث من أجل شخص واحد فما بالك بكل هؤلاء الحضور- مش هأقولك عددهم كام بالظبط عشان أخليك كده على نارك!-.فشكر ألف شكر مليون شكر لكل من ضحى بكوب النسكافيه الساخن وفيلم ميلودي والقعدة تحت البطانية وجاء إلينا..شكر للعزيزين النشطين كدودة قز "بنت بلد" محمد وأيمن الجوهري دينامو مكتبة بوكس آند بينز ومحركها الأساسي.. وشكرا لأنهما وثقا في نجاح حفل التوقيع مبكرا وقد كانشكرا للوقور المحترم المهذب الخلاق د.أشرف وجدي صاحب "بوكس آن بينز" الذي شرفنا بطلة هادئة في البداية..شكرا لكل من أشعرني بأني شيئا ما عندما طلب مني- تصور- أن أوقع له على نسخة من كتابي عزيزي 999.. شكرا للعزيزة الموهوبة "سارة طوبار" التي قدمت من المنزلة خصيصا إلى المنصورة من أجل الحفل فقط، وهو مشروع انتحاري شديد الخطورة وآمل أن تكون عادت إلى المنزلة الباسلة بسلامشكر للمنصورية جدا "هبة المنصوري" التي ضحت بجزء من فرح أحد أعز صديقاتها من أجل الحضور.. بنت بلد جدعة ياهبة ..إسكندارنية بقى..شكر لكل من وقعت لهم على نسخة من الكتاب.. أحمد وعلي ومروة وأنوار ورغدة وهدير وغيرهم ممن أنساني أسماءهم الزهايمر لكني أبدا لن أنسى مودتهم شكر للصاروخ الأدبي القادم بقوة "هبة خميس" السكندرية- برضه- الجدع المجدع جدا التي أرسلت لي – من بحري وربنا وتحديدا من ميامي- علبة شيكولاتة فاخرا تعويضا عن غيابها لبعد المسافات- معلش ياشباب أول سطر.. العلبة كلها معايا دلوقت!- شكر للصديقة العزيزة نانسي حبيب على تواصلها المستمر اللامنتهي معنا وهي في القاهرة فكأنها كانت موجودة بروحها في المنصورة.. وهو الأمر المعتاد منها دوما- أيوه هي بروحين!-وشكر للصديقة سارة شحاتة التي آزرت وشجعت ودعت لنا في صلاتها أن ربنا يسترها معا وهي في صيدليتها الباسلة في القاهرة وواضح أنها كانت متوضية فعلا!شكرا للكبير د.بستاني الذي ترك في المستشفى واحد لسه عامل حادثه -بس خدره الأول طبعا!- وجاء إلينا في الدقائق الأخيرة فأشاع جو من الود والكرم المعتادين منه.. وشكرا لزوجته على الحضور والتهنئة والتشجيع -بنت خالتي بالمناسبة!-شكرا لصديقي اللدود أحمد عمار على إدارته للقاء بطريقة مذيعية حياتية محترفة فيها ثقة واضحة .. أمال ما هو كبير المذيعين في قناة الحياة "إحم مش قوي كده!"شكر لصديقي الودود حسام مصطفى على خفة دمه التي اضفت جوا مرحا على اللقاء رغم أني مش عارف دمه كان تقيل معايا أنا بس ليه! وشكر طبعا لوالدته التي أدرك تماما كم هو شاق عليها هذا الحضورشكر لدعاء سمير على الحضور الهادئ العميق وكل هذا البنفسج الذي أشاعته في المكان.. وشكر- مايضرش يعني!- لأخيها الباشمهندس محمد الذي أحبه حبا شديدا لايتخيله بشري بسبب إفيهاته التي تقتل أسرع من فيليت الأصلي!والشكر الكبير طبعا للحاج والحاجة- بابا وماما يعني!- اللذان أعرف تماما كيف كان هذا المشوار مرهقا لهما لكنهما بدا في قمة نشاطهما وسعادتهما وكأني كنت في حفل زفافي- زواجي إيه زفافي دي؟!-وشكر لأخي العزيز باسم وزوجته وابنتيها الأحب والأعز إلى قلبي حلا ولانا رغم أنهم جميعا أتوا بعد نهاية الحفل!- "بس باسم عزمنا على كباب بعدها ودي لوحدها كفاية جدا!"واعتذار ضخم للجميع عن ارتباكي المستمر كلما تحدثت في الحفل، والظهور وكأني فتاة خجولة تقدم الشربات لعريسها! لكني فعلا أعاني من رهاب المنصة وفوبيا الأضواء المسلطة والفزع من النظر في الوشوش التي اتحدث إليها، فهكذا تجدوني في مثل هذه اللقاءات أهرش في قفايا وأنظر إلى أعلى السقف وإلى أسفل وكأني أبث عن كنز مفقود وأتحدث بجمل غير مترابطة لايخرج منها أحد سوى بأن هذا الرجل- اللي هو أنا- يعاني من مشكلة في مراكز التفكير وخلل في مناطق النطق في المخ!شكرا للمنصورة –حبي الأول- التي تألقت في هذا اليوم المبهج وكأنها عاصمة أوروبية.. شكر لله – من قبل ومن بعد- لأنه جعلنا جميعا نعيش هذا اليوم العطر مع كل هذه الناس الحلوة بكل هذا الود والمحبة وصفاء النفس..


وعلى طريقة الفنان الكبير هاني شاكر- طيب الله ثراه-بحبكم والله

تشريح الصورة: من اليمين د.بستاني المخدراتي- بتاع التخدير يعني!- والطويل اللي جنبه أنا طبعا ثم ذلك الوسيم الحليوة أحمد عمار فدعاء البنفسجية وأخيرا حسام بتاع الأرياف- مش عارف لابس بدلة إزاي!-

الجمعة، نوفمبر 21، 2008

العودة إلى الروتس

العودة إلى الروتس

كانوا متحمسين جدا كالنار المشتعلة، وكنت أنا باردا كزجاجة مياه خارجة لتوها من ثلاجة زانوسي، ولأن الماء ينتصر دوما، نجحت في تمويت الموضوع لعدة أشهر، لكنهم انتصروا أخيرا، ولم تفلح معهم كل تحذيراتي وأرقامي وحساباتي وتثبيطي المنظم لهم.. خلاص هم أحرار بقى وإحنا مالنا!
أتحدث عن شباب مكتبة "بوكس أند بينز" في المنصورة، ذلك المكان الذي أصبح له سمعة الماس، وهؤلاء الشباب اللي زي الفل الصابح المندى، وهكذا أخيرا تقرر أن يكون يوم الجمعة القادم 28 نوفمبر 2008- بإذن الله ومشيئته- ميعادا لحفل توقيع رباعي جديد لشلة أول سطر "أحمد عمار" – "دعاء سمير"- "حسام مصطفى إبراهيم"- محمد هشام عبيه "أنا الآخراني ده"- وهذه المرة في أرض الأجداد التي شهدت أول غزوة من وراء الأهل لمشاهدة السينما وأكل الآيس كريم من عند أحمد أمين والشعبطة في أتوبيسات الجامعة ومتابعة البنات القمرات.. المنصورة.. يعني روتس.. يعني الجذور لمن هو ليس ضليعا في الإنجليزية مثلي!
لا أعرف من هذا الذي تواتيه شجاعة تنظيم حفل توقيع لكتب مر على صدورها ما يقرب من عام ولم تحقق- إحم أقصد وحققت- نجاحا باهرا تحدث عنه سكان الكواكب الأخرى.. لكن برضه وإحنا مالنا.. هم أحرار!
حسنا.. هذه دعوة لكل أهالي المنصورة الكرام وضواحيها.. دعوة لكل أبناء شرق وغرب ووسط الدلتا البررة.. تعالوا إلى مكتبة بوكس آند بينز- أمام نادي جزيرة الورد مباشرة- يوم الجمعة 28 نوفمبر 2008 الساعة 6 مساء لحضور ذلك الحفل الرباعي الخطير المريع .. لكتب "حنين- حب بلون البنفسج- يوميات مدرس في الأرياف- عزيزي 999"
تعالوا واثتبوا أن المنصورة ورجالها- وقبلهم بناتها طبعا- أحسن ناس حتى لو مش بيطلعوا في إعلانات موبينيل!
تعالوا حتى عشان نعرف- أنا وصديقي حسام الدقهلاويين- "نترسم" على "أحمد" و"دعاء" ومن صحبهم من أهل القاهرة الظافرة بأن ناس المنصورة مجدع جدا وفي وقت الزنقة "مايسبوش لحمهم"!
تعالوا كده وخلاص من غير أي سبب
ووعد – مش عارف أنت لازم تصدقني ليه- هتنبسطوا للآخر وع الآخر وم الآخر
وربك هو الستار
في الانتظار

الاثنين، نوفمبر 10، 2008

شيكولاتة.. تشرين

شيكولاتة.. تشرين


على سبيل الاستمتاع بشيكولاتة الكلام.. هذه بعض مقتطفات من الرواية المبدعة الجديدة للكبير "أسامة أنور عكاشة".. "سوناتا لتشرين"

***

"لماذا تأتي الأشياء الصحيحة في التوقيت الخطأ؟.. ولماذا تتحقق الأمنيات بعد فوات الأوان؟"
***
"ماذا يمكنك أن تحصلي من رقاع الغاب وبراري الصقيع؟ وأي مغنم يمكنك أن تجدي وسط أكوام الهشيم؟ لن تجدي غير أكوام من رماد الخصوبة الغابرة وكرات الشوك تتقاذفها هبات ريح الشمال المحملة بملوحة الأيام القديمة وذكريات أصياف منتحرة"
***
"ربما كان تدبير الخلاص من صحفي بالقتل أمرا سهلا ..لكنه سيشعل كل حرف كتبه هذا الصحفي في حملته ويجعله تنينا متوهجا أمام الناس! والحل عندي أن نقتل مصداقيته! أن نحوله أمام قرائه إلى كاتب مبتز ومساوم حقير..هنا سنقتل الرجل والفكرة معا!"
***
"وماذا كان بيدي أن أفعل وقد احتللت كل أرض يمكنها أن تؤويني وفرضت أفكارك واحاديثك وتفاصيل هزيمتك حصارا حول وعيي واتصالي مع الآخرين وبت لا أسمع غير صوتك ولا أرى إلا مارويته لي"
***
"ياصغيرتي يجب ألا نعبث بتراتب الفصول.. ولاينبغي لخريفي الذابل أن يغزو ربيعك الواعد..ولن نستطيع أن نتجاهل شتاء فاصلا..تعيشينه بشارة لربيعك .. وأعيشه خاتمة لخريفي"
***
"حجرته القديمة في بيت الأسرة.. حجرة العشرة الطويلة والأيام الخوالي وليالي السهر في مايو على كرسي خوص في التراسينا المطلة على بداية شارع الخيلج حيثت ترتفع جهة الشرق فوق هامات البنايات القديمة ربوة المقطم ومآذن مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين على يمينها"

***
"لكنها ياصغيرتي مدينة الفصول الأربعة! وبعض من خفايا أسرارها المكنونة هي تلك الخاصية الغريبة التي تجعلها قادرة على أن تريك في يوم واحد تقلب الفصول الأربعة! أعشقها في التشرينين ، وبدأ عشقي مع عامي الأول داخل الصدفة كانت أيام أكتوبر الأخيرة حيت تسارعت الرياح وهطلت الأمطار، أيها السادة هناك خطأ جغرافي واضح، فجدول العواصف أو النوات الذي طبعته ووزعته القوات البحرية يذكر أن أول نوات الشتاء تأتي في نوفمبر واسمها "نوة المكنسة"، ابتسم صديق المقهى العجوزوصحصح لي معلوماتي هذه ليست المكنسة يا أستاذ! ولن تجدها في الجداول المطبوعة، إنها نوة غسيل البلح"
***
"فلأملأ قبضتي أولا ياعزيزتي بأي شيء حتى لو كان ترابا.. فلحظة امتلاكه تستحق أن تعاش حتى لو جرفتها بعدها قبضة الرياح"