منصورة ياحبي
الساعة الآن الثانية والربع صباحا، عائدا للتو من المشروع المنصوري النادر "بوكس آند بينز"، بعد الاحتفال الدافئ الذي تم على شرف سلسة أول سطر وحفل التوقيع للكتب الأربعة اللي اسمها في التدوينة اللي تحت- أكيد حفظتها يعني مش كل شوية أقولك عليها!- .نصرني – ومعي صديقي حسام- أهلنا الذين في المنصورة، كنت قد اتفقت مع حسام على أننا سنصطحب أكبر عدد ممكن من أفراد أسرتنا حتى إذا لم يحضر أحدا، تظاهرت أنا بعدم معرفتي لأبي وأمي وأخي وزوجته وتظاهر هو بعدم معرفة أي من أقربائه، ثم نرحب بهما جميعا على اعتبار أنهم قراء نقابلهم لأول مرة!لكننا على حس الحضور الطيب والمشجع والحميمي لشباب المنصورة الجدعان، لم نتبرئ من أهالينا أبدا! لن أقول لك أن شارع جزيرة الورد الشهير كان مغلقا بسبب جمهور القراء، أو أن مديرية الأمن أرسلت وحدة مرور خاصة لتنظيم خطوط سير المتجهين نحو المكتبة لرؤيتنا، لكن المكتبة -الجميلة التي يشع من أركانها شيئا ما غامض محبب- امتلأ معظمها وقوفا وجلوسا، ولا أخفي فرحي بأن معظم الحاضرين كنت اتعرف عليهم لأول مرة .. هييييييه.. يعني الناس دي سايبة بيوتها في هذا الليلة الشتوية الباردة نسبيا من أجل أن تسمع تجربتنا في الكتابة والتواصل معنا.. هذا شيء لايقدر بثمن إذا كان يحدث من أجل شخص واحد فما بالك بكل هؤلاء الحضور- مش هأقولك عددهم كام بالظبط عشان أخليك كده على نارك!-.فشكر ألف شكر مليون شكر لكل من ضحى بكوب النسكافيه الساخن وفيلم ميلودي والقعدة تحت البطانية وجاء إلينا..شكر للعزيزين النشطين كدودة قز "بنت بلد" محمد وأيمن الجوهري دينامو مكتبة بوكس آند بينز ومحركها الأساسي.. وشكرا لأنهما وثقا في نجاح حفل التوقيع مبكرا وقد كانشكرا للوقور المحترم المهذب الخلاق د.أشرف وجدي صاحب "بوكس آن بينز" الذي شرفنا بطلة هادئة في البداية..شكرا لكل من أشعرني بأني شيئا ما عندما طلب مني- تصور- أن أوقع له على نسخة من كتابي عزيزي 999.. شكرا للعزيزة الموهوبة "سارة طوبار" التي قدمت من المنزلة خصيصا إلى المنصورة من أجل الحفل فقط، وهو مشروع انتحاري شديد الخطورة وآمل أن تكون عادت إلى المنزلة الباسلة بسلامشكر للمنصورية جدا "هبة المنصوري" التي ضحت بجزء من فرح أحد أعز صديقاتها من أجل الحضور.. بنت بلد جدعة ياهبة ..إسكندارنية بقى..شكر لكل من وقعت لهم على نسخة من الكتاب.. أحمد وعلي ومروة وأنوار ورغدة وهدير وغيرهم ممن أنساني أسماءهم الزهايمر لكني أبدا لن أنسى مودتهم شكر للصاروخ الأدبي القادم بقوة "هبة خميس" السكندرية- برضه- الجدع المجدع جدا التي أرسلت لي – من بحري وربنا وتحديدا من ميامي- علبة شيكولاتة فاخرا تعويضا عن غيابها لبعد المسافات- معلش ياشباب أول سطر.. العلبة كلها معايا دلوقت!- شكر للصديقة العزيزة نانسي حبيب على تواصلها المستمر اللامنتهي معنا وهي في القاهرة فكأنها كانت موجودة بروحها في المنصورة.. وهو الأمر المعتاد منها دوما- أيوه هي بروحين!-وشكر للصديقة سارة شحاتة التي آزرت وشجعت ودعت لنا في صلاتها أن ربنا يسترها معا وهي في صيدليتها الباسلة في القاهرة وواضح أنها كانت متوضية فعلا!شكرا للكبير د.بستاني الذي ترك في المستشفى واحد لسه عامل حادثه -بس خدره الأول طبعا!- وجاء إلينا في الدقائق الأخيرة فأشاع جو من الود والكرم المعتادين منه.. وشكرا لزوجته على الحضور والتهنئة والتشجيع -بنت خالتي بالمناسبة!-شكرا لصديقي اللدود أحمد عمار على إدارته للقاء بطريقة مذيعية حياتية محترفة فيها ثقة واضحة .. أمال ما هو كبير المذيعين في قناة الحياة "إحم مش قوي كده!"شكر لصديقي الودود حسام مصطفى على خفة دمه التي اضفت جوا مرحا على اللقاء رغم أني مش عارف دمه كان تقيل معايا أنا بس ليه! وشكر طبعا لوالدته التي أدرك تماما كم هو شاق عليها هذا الحضورشكر لدعاء سمير على الحضور الهادئ العميق وكل هذا البنفسج الذي أشاعته في المكان.. وشكر- مايضرش يعني!- لأخيها الباشمهندس محمد الذي أحبه حبا شديدا لايتخيله بشري بسبب إفيهاته التي تقتل أسرع من فيليت الأصلي!والشكر الكبير طبعا للحاج والحاجة- بابا وماما يعني!- اللذان أعرف تماما كيف كان هذا المشوار مرهقا لهما لكنهما بدا في قمة نشاطهما وسعادتهما وكأني كنت في حفل زفافي- زواجي إيه زفافي دي؟!-وشكر لأخي العزيز باسم وزوجته وابنتيها الأحب والأعز إلى قلبي حلا ولانا رغم أنهم جميعا أتوا بعد نهاية الحفل!- "بس باسم عزمنا على كباب بعدها ودي لوحدها كفاية جدا!"واعتذار ضخم للجميع عن ارتباكي المستمر كلما تحدثت في الحفل، والظهور وكأني فتاة خجولة تقدم الشربات لعريسها! لكني فعلا أعاني من رهاب المنصة وفوبيا الأضواء المسلطة والفزع من النظر في الوشوش التي اتحدث إليها، فهكذا تجدوني في مثل هذه اللقاءات أهرش في قفايا وأنظر إلى أعلى السقف وإلى أسفل وكأني أبث عن كنز مفقود وأتحدث بجمل غير مترابطة لايخرج منها أحد سوى بأن هذا الرجل- اللي هو أنا- يعاني من مشكلة في مراكز التفكير وخلل في مناطق النطق في المخ!شكرا للمنصورة –حبي الأول- التي تألقت في هذا اليوم المبهج وكأنها عاصمة أوروبية.. شكر لله – من قبل ومن بعد- لأنه جعلنا جميعا نعيش هذا اليوم العطر مع كل هذه الناس الحلوة بكل هذا الود والمحبة وصفاء النفس..
وعلى طريقة الفنان الكبير هاني شاكر- طيب الله ثراه-بحبكم والله
تشريح الصورة: من اليمين د.بستاني المخدراتي- بتاع التخدير يعني!- والطويل اللي جنبه أنا طبعا ثم ذلك الوسيم الحليوة أحمد عمار فدعاء البنفسجية وأخيرا حسام بتاع الأرياف- مش عارف لابس بدلة إزاي!-