من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

الأحد، أكتوبر 29، 2006

خبطة

خبطة
لم تكمل معي سيارتي العزيزة الـ128 الأشهر الثلاثة بعد، إلا أنها قررت أن تفعلها اليوم ..ومارست رياضة التزحلق على الرمال حتى لصقت في مقطورة جرار زراعي!
كانت الدنيا خريف والجو بديع برضه والشمس بنت حلال لطيفة لا هي ساطعة حارقة ولا هي باردة مختفية وراء السحب.. وكان مشهد البنات وهن يرتدين المريلة الكحلي والقميص الأبيض يشع في النفس راحة وتفاؤل ..وكنت مستمعا- كما أوصتني أمي في الصباح-ومستمتعا بصوت الملاك "محمود الحصري" وهو ينقل عن رب العزة قوله "سيجعل الله بعد عسر يسرا"، عندما اقتربت ناحية هذا المطب.. أعرفه منذ أن صبه أحدهم بعرض الطريق.. أعرف مكانه وأتحسبه مبكرا دوما..لكن من هذا المواطن الصالح الذي نثر قبل هذا المطب العزيز كل هذه الكمية من الرمال؟!
ولأن الـ128 برضه إمكانياتها على قدها ومجهزة لأن تسير في شوارع المحروسة المليئة بالحفر والنقر فحسب ولم يضع الخواجة الإيطالي -الذي صنعها- في حسبانه بأنها يمكن في يوم من الأيام أن تنافس الهامر أو الجيب شيروكي فتغطس في الرمل والمية والطين وتخرج تاني أو تعدي البحر ولا تتبلش!، فما كان منها إلا أن فعلت ما يمليها عليها ضميرها.. ضغطت أنا على الفرامل وبدلا من أن تهدئ السيارة من سرعتها زحفت على الرمال ..تسسسسسسس!.. ثم قفزت فوق المطب في سرعة .. وكما يقولون في صفحات الحوادث دائما "اختلت عجلة القيادة في يد السائق"- اللي هو أنا- ثم مالت السيارة نحو اليمين متجهة - بكل لهفة- صوب السور الأسمنتي الفاصل بين الطريقين فملت بها أنا نحو اليمين .. لتنتخب من وسط كل أنواع السيارات الموجودة بالجوار مقطورة جرار زراعي.. للدقة..العجلة الأخيرة في المقطورة.. كرااااااااش.. خبطة جامدة.. أجد الكاسيت يقفز من مكانه والحقيبة الموجودة في المقعد الخلفي تصبح بقدرة قادر في منتصف السيارة .. تنضغط عجلة القيادة لأسفل- مش عارف صراحة ده أوبشن في العربية ولا هي اللي جت بظروفها!- فيحول ذلك دون أن يصطدم قفصي الصدري بها.. ثم تقف السيارة أخيرا في منتصف الطريق وقد تهشم جانبها الأيمن تماما وانطبق كبودها وتدلى الكشاف من مكانه بعد أن تكسر زجاجه إلى فتافيت..والمثير أن سائق الجرار لم يشعر بأي شيء مما حدث..كمل طريقه عادي خالص! والأكثر إثارة أن أحد ممن سائقي السيارات المجاورة لم يقف لاستطلاع الأمر وكأن ما حدث أمامهم عرض يومي ممل!
أهبط من السيارة وركبي بتخبط في بعضها مندهشا وغير متصور لما حدث- مع أنه حدث أمامي.. مع أني كنت أنا جواه أصلا!-..أنظر لجزء السيارة الذي تهشم مصعوقا" يانهار أسود.. طب الخبطة دي هتتكلف كام؟!.. ضاع القميص اللبني اللي كنت ناوي اشتريه الأسبوع ده .. ضاعت البدلة البيج اللي كنت هأشتريها الشهر الجاي!"
يخرج من جانب الطريق جندي تبدو عليه ملامح الطيبة.. يطمئن علي.. انتبه لأول مرة أني لم أصب إلا بخدش بسيط مثل الذي يحدث لأي شخص تخبط قدمه عفوا في كرسي أو مائدة الطعام.. يقول لي "أحمد ربنا أنها جت على قد كده"، للمرة الأولى استوعب أن الله أنجاني بالفعل وأنه لو كانت سيارتي أسرع بثانية واحدة لكان مصيرها ومصيري معها بين عجلات المقطورة بدلا أن يكون نصيبنا العجلة الأخيرة فقط فأردد "الحمد لله..قدر الله وماشاء فعل".
لم أتخيل أن السيارة يمكن أن تدور بعد هذه "الخبطة".. لكنها فعلتها، وعجلة القيادة -بجذبة يد قوية- عادت إلى موضعها الأصلي - مش بأقولكم ده أوبشن أساسي!- بكثير من الكركركك.. وكشكشكش.. تحركت السيارة.. في طريقي للعودة إلى مدينتي الصغيرة.. أسرح وأنا أسترجع ما حدث.. واكتشف أن هذه أكثر مرة كنت فيها قريبا من الموت فعلا.. وأتذكر ما فعلته بالأمس فلا أجد شيئا طيبا يذكر.. "ياخبر.. هو معقول يكون آخر عمل الواحد كده برضه".. ثم أحمد الله بصوت عالي على أنه أعطاني- برحمته- هذه الفرصة.. هذه الخبطة.. لعلي أفهم الرسالة.. آمل بصدق أن أكون قد فهمتها.
و بعد أن ذهبت أنا وأخي إلى السمكري الجميل الذي تمطع من نومه وقال بأن "العربية قدامها أسبوع عشان ترجع زي ما كانت" ..كنت أفكر في الطريقة التي سأخبر بها والدي والدتي بأن عليهم أن يكتفوا ببنت أخي "حلا" حفيدة لهم لأني -بعد هذه الخبطة وهذه الخضة- صعب..صعب قوي الصراحة أجيب لهم أحفاد!

الجمعة، أكتوبر 06، 2006

مصطفى بكري


مصطفى بكري

لا أعرف حقيقة ما المكسب الذي سيجنيه الصحفي مصطفى بكري عندما يفرح ويجد اسمه منشورا في الأهرام وباقي الجرايد الحكومية وكمان التليفزيون الحكومي بسبب كونه فاز بتصريحات خاصة بايتة عن القضية الفلسطينية من الرئيس مبارك؟
فالتصريحات عادية ومكررة ولاتحمل أي سبق يفرح به بكري هي فقط تكشف عن نية النظام في التودد من صحفيين بعينهم لاستمالتهم ووضعهم على يمنيهم..
ما أعرفه وأفهمه أن الناس تشتري الصحف المستقلة- التي تعتبر الأسبوع واحدة منها- لأنها ملت من أخبار مبارك وحاشيته المرطرطة في كل صحف الحكومة- تخيل يامواطن الأهرام لسه بتنشر زاوية صغيرة في صفحة الدولة بتذكر فيها أن الرئيس مبارك ارسل مندوبا للتعزية في فلان الفلاني!-فيقوم مصطفى بكري ويزين الأسبوع بهذا التصريحات العظيمة ..عشان الريس مايسبناش حتى في الصحف الخاصة كمان!
منذ أسبوعين ركب مصطفى بكري طائرة السيد الرئيس ومعه عادل حمودة ممثلين عن الصحف المستقلة وقتها لعب الفأر في عبي ومثلما كان جوبلز يتحسس مسدسه كلما سمع كلمة ثقافة تحسست دماغي كلما تقرب الرئيس من صحفيين..
وأدي النتيجة سيادتك
اللي أوله طائرة الرئيس آخره تصريحات خاصة من الرئيس وتظبيط إعلامي في صحف الرئيس وتصييت في تليفزيون الرئيس
الغريب أن مصطفى بكري أختار وقتا سيئا جدا حتى يعلن بشكل بصريح انحيازه للرئيس وحكمته وأفكاره..وقت تتكشف فيه الأوراق وتنحسر فيه الأغطية عن الجميع
بالأمس وياللصدفة قالي لي الترزي..الواحد مابيحبش في الصحفيين دول إلا الجدع ده اللي اسمه مصطفى بكري.. تحس كده أنه بيقول اللي الواحد عاوز يقوله!
طبعا انتم عارفين الواحد عاوز يقول إيه دلوقت!