خبطة
خبطة
لم تكمل معي سيارتي العزيزة الـ128 الأشهر الثلاثة بعد، إلا أنها قررت أن تفعلها اليوم ..ومارست رياضة التزحلق على الرمال حتى لصقت في مقطورة جرار زراعي!
كانت الدنيا خريف والجو بديع برضه والشمس بنت حلال لطيفة لا هي ساطعة حارقة ولا هي باردة مختفية وراء السحب.. وكان مشهد البنات وهن يرتدين المريلة الكحلي والقميص الأبيض يشع في النفس راحة وتفاؤل ..وكنت مستمعا- كما أوصتني أمي في الصباح-ومستمتعا بصوت الملاك "محمود الحصري" وهو ينقل عن رب العزة قوله "سيجعل الله بعد عسر يسرا"، عندما اقتربت ناحية هذا المطب.. أعرفه منذ أن صبه أحدهم بعرض الطريق.. أعرف مكانه وأتحسبه مبكرا دوما..لكن من هذا المواطن الصالح الذي نثر قبل هذا المطب العزيز كل هذه الكمية من الرمال؟!
ولأن الـ128 برضه إمكانياتها على قدها ومجهزة لأن تسير في شوارع المحروسة المليئة بالحفر والنقر فحسب ولم يضع الخواجة الإيطالي -الذي صنعها- في حسبانه بأنها يمكن في يوم من الأيام أن تنافس الهامر أو الجيب شيروكي فتغطس في الرمل والمية والطين وتخرج تاني أو تعدي البحر ولا تتبلش!، فما كان منها إلا أن فعلت ما يمليها عليها ضميرها.. ضغطت أنا على الفرامل وبدلا من أن تهدئ السيارة من سرعتها زحفت على الرمال ..تسسسسسسس!.. ثم قفزت فوق المطب في سرعة .. وكما يقولون في صفحات الحوادث دائما "اختلت عجلة القيادة في يد السائق"- اللي هو أنا- ثم مالت السيارة نحو اليمين متجهة - بكل لهفة- صوب السور الأسمنتي الفاصل بين الطريقين فملت بها أنا نحو اليمين .. لتنتخب من وسط كل أنواع السيارات الموجودة بالجوار مقطورة جرار زراعي.. للدقة..العجلة الأخيرة في المقطورة.. كرااااااااش.. خبطة جامدة.. أجد الكاسيت يقفز من مكانه والحقيبة الموجودة في المقعد الخلفي تصبح بقدرة قادر في منتصف السيارة .. تنضغط عجلة القيادة لأسفل- مش عارف صراحة ده أوبشن في العربية ولا هي اللي جت بظروفها!- فيحول ذلك دون أن يصطدم قفصي الصدري بها.. ثم تقف السيارة أخيرا في منتصف الطريق وقد تهشم جانبها الأيمن تماما وانطبق كبودها وتدلى الكشاف من مكانه بعد أن تكسر زجاجه إلى فتافيت..والمثير أن سائق الجرار لم يشعر بأي شيء مما حدث..كمل طريقه عادي خالص! والأكثر إثارة أن أحد ممن سائقي السيارات المجاورة لم يقف لاستطلاع الأمر وكأن ما حدث أمامهم عرض يومي ممل!
أهبط من السيارة وركبي بتخبط في بعضها مندهشا وغير متصور لما حدث- مع أنه حدث أمامي.. مع أني كنت أنا جواه أصلا!-..أنظر لجزء السيارة الذي تهشم مصعوقا" يانهار أسود.. طب الخبطة دي هتتكلف كام؟!.. ضاع القميص اللبني اللي كنت ناوي اشتريه الأسبوع ده .. ضاعت البدلة البيج اللي كنت هأشتريها الشهر الجاي!"
يخرج من جانب الطريق جندي تبدو عليه ملامح الطيبة.. يطمئن علي.. انتبه لأول مرة أني لم أصب إلا بخدش بسيط مثل الذي يحدث لأي شخص تخبط قدمه عفوا في كرسي أو مائدة الطعام.. يقول لي "أحمد ربنا أنها جت على قد كده"، للمرة الأولى استوعب أن الله أنجاني بالفعل وأنه لو كانت سيارتي أسرع بثانية واحدة لكان مصيرها ومصيري معها بين عجلات المقطورة بدلا أن يكون نصيبنا العجلة الأخيرة فقط فأردد "الحمد لله..قدر الله وماشاء فعل".
لم أتخيل أن السيارة يمكن أن تدور بعد هذه "الخبطة".. لكنها فعلتها، وعجلة القيادة -بجذبة يد قوية- عادت إلى موضعها الأصلي - مش بأقولكم ده أوبشن أساسي!- بكثير من الكركركك.. وكشكشكش.. تحركت السيارة.. في طريقي للعودة إلى مدينتي الصغيرة.. أسرح وأنا أسترجع ما حدث.. واكتشف أن هذه أكثر مرة كنت فيها قريبا من الموت فعلا.. وأتذكر ما فعلته بالأمس فلا أجد شيئا طيبا يذكر.. "ياخبر.. هو معقول يكون آخر عمل الواحد كده برضه".. ثم أحمد الله بصوت عالي على أنه أعطاني- برحمته- هذه الفرصة.. هذه الخبطة.. لعلي أفهم الرسالة.. آمل بصدق أن أكون قد فهمتها.
و بعد أن ذهبت أنا وأخي إلى السمكري الجميل الذي تمطع من نومه وقال بأن "العربية قدامها أسبوع عشان ترجع زي ما كانت" ..كنت أفكر في الطريقة التي سأخبر بها والدي والدتي بأن عليهم أن يكتفوا ببنت أخي "حلا" حفيدة لهم لأني -بعد هذه الخبطة وهذه الخضة- صعب..صعب قوي الصراحة أجيب لهم أحفاد!
كانت الدنيا خريف والجو بديع برضه والشمس بنت حلال لطيفة لا هي ساطعة حارقة ولا هي باردة مختفية وراء السحب.. وكان مشهد البنات وهن يرتدين المريلة الكحلي والقميص الأبيض يشع في النفس راحة وتفاؤل ..وكنت مستمعا- كما أوصتني أمي في الصباح-ومستمتعا بصوت الملاك "محمود الحصري" وهو ينقل عن رب العزة قوله "سيجعل الله بعد عسر يسرا"، عندما اقتربت ناحية هذا المطب.. أعرفه منذ أن صبه أحدهم بعرض الطريق.. أعرف مكانه وأتحسبه مبكرا دوما..لكن من هذا المواطن الصالح الذي نثر قبل هذا المطب العزيز كل هذه الكمية من الرمال؟!
ولأن الـ128 برضه إمكانياتها على قدها ومجهزة لأن تسير في شوارع المحروسة المليئة بالحفر والنقر فحسب ولم يضع الخواجة الإيطالي -الذي صنعها- في حسبانه بأنها يمكن في يوم من الأيام أن تنافس الهامر أو الجيب شيروكي فتغطس في الرمل والمية والطين وتخرج تاني أو تعدي البحر ولا تتبلش!، فما كان منها إلا أن فعلت ما يمليها عليها ضميرها.. ضغطت أنا على الفرامل وبدلا من أن تهدئ السيارة من سرعتها زحفت على الرمال ..تسسسسسسس!.. ثم قفزت فوق المطب في سرعة .. وكما يقولون في صفحات الحوادث دائما "اختلت عجلة القيادة في يد السائق"- اللي هو أنا- ثم مالت السيارة نحو اليمين متجهة - بكل لهفة- صوب السور الأسمنتي الفاصل بين الطريقين فملت بها أنا نحو اليمين .. لتنتخب من وسط كل أنواع السيارات الموجودة بالجوار مقطورة جرار زراعي.. للدقة..العجلة الأخيرة في المقطورة.. كرااااااااش.. خبطة جامدة.. أجد الكاسيت يقفز من مكانه والحقيبة الموجودة في المقعد الخلفي تصبح بقدرة قادر في منتصف السيارة .. تنضغط عجلة القيادة لأسفل- مش عارف صراحة ده أوبشن في العربية ولا هي اللي جت بظروفها!- فيحول ذلك دون أن يصطدم قفصي الصدري بها.. ثم تقف السيارة أخيرا في منتصف الطريق وقد تهشم جانبها الأيمن تماما وانطبق كبودها وتدلى الكشاف من مكانه بعد أن تكسر زجاجه إلى فتافيت..والمثير أن سائق الجرار لم يشعر بأي شيء مما حدث..كمل طريقه عادي خالص! والأكثر إثارة أن أحد ممن سائقي السيارات المجاورة لم يقف لاستطلاع الأمر وكأن ما حدث أمامهم عرض يومي ممل!
أهبط من السيارة وركبي بتخبط في بعضها مندهشا وغير متصور لما حدث- مع أنه حدث أمامي.. مع أني كنت أنا جواه أصلا!-..أنظر لجزء السيارة الذي تهشم مصعوقا" يانهار أسود.. طب الخبطة دي هتتكلف كام؟!.. ضاع القميص اللبني اللي كنت ناوي اشتريه الأسبوع ده .. ضاعت البدلة البيج اللي كنت هأشتريها الشهر الجاي!"
يخرج من جانب الطريق جندي تبدو عليه ملامح الطيبة.. يطمئن علي.. انتبه لأول مرة أني لم أصب إلا بخدش بسيط مثل الذي يحدث لأي شخص تخبط قدمه عفوا في كرسي أو مائدة الطعام.. يقول لي "أحمد ربنا أنها جت على قد كده"، للمرة الأولى استوعب أن الله أنجاني بالفعل وأنه لو كانت سيارتي أسرع بثانية واحدة لكان مصيرها ومصيري معها بين عجلات المقطورة بدلا أن يكون نصيبنا العجلة الأخيرة فقط فأردد "الحمد لله..قدر الله وماشاء فعل".
لم أتخيل أن السيارة يمكن أن تدور بعد هذه "الخبطة".. لكنها فعلتها، وعجلة القيادة -بجذبة يد قوية- عادت إلى موضعها الأصلي - مش بأقولكم ده أوبشن أساسي!- بكثير من الكركركك.. وكشكشكش.. تحركت السيارة.. في طريقي للعودة إلى مدينتي الصغيرة.. أسرح وأنا أسترجع ما حدث.. واكتشف أن هذه أكثر مرة كنت فيها قريبا من الموت فعلا.. وأتذكر ما فعلته بالأمس فلا أجد شيئا طيبا يذكر.. "ياخبر.. هو معقول يكون آخر عمل الواحد كده برضه".. ثم أحمد الله بصوت عالي على أنه أعطاني- برحمته- هذه الفرصة.. هذه الخبطة.. لعلي أفهم الرسالة.. آمل بصدق أن أكون قد فهمتها.
و بعد أن ذهبت أنا وأخي إلى السمكري الجميل الذي تمطع من نومه وقال بأن "العربية قدامها أسبوع عشان ترجع زي ما كانت" ..كنت أفكر في الطريقة التي سأخبر بها والدي والدتي بأن عليهم أن يكتفوا ببنت أخي "حلا" حفيدة لهم لأني -بعد هذه الخبطة وهذه الخضة- صعب..صعب قوي الصراحة أجيب لهم أحفاد!
20 Comments:
يا نهار ابيض ..ابيض ايه بقي يا نهار موووووف!!
اهم حاجة انك بخير و الحمد لله دة انا ركبي سابت و انا بقرا الله يكون في عونك
دي اخر السرعة! و التهور بس ربنا ستر الحمد لله؟ اهم حاجة الواحد سليم و فداك مليون عربية يا سيدي
يا نهار ركبه سايبة! الله يكون في عونك في الخضة دي اوحش حاجة فعلا الخضة قدر الله ما شاء فعل و نحمد ربنا انها جت علي قد كدة
عشان تركبوا المواصلات زينا زيكم كدة
:P
يلا حمد لله على السلامة بس خد بالك بقى انت كل شوية تنقل قصة رعب مرة فى العربية و مرة فى ترلة ولا حاجة شبة كدة
معلش يا محمد.إن شاء الله ربنا حيجعل من العسر يسرا وتتصلح العربية وتبقى كده...ولا 128 حمرا...:)
وبعدين يا عم إنت كنت سرحان في إيه؟مش تخلي بالك...
يلا حنقول إيه؟ صباحك فل وطريق مسفلت يا عم من غير مطبات..والحمد الله ع السلامة..دي أهم حاجة..
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه...والله العظيم ما عارف ايه اللي خلاني اضحك للدرجة دي..يمكن شماتة في ال128 وانا اللي بتشعبط في النص نقل المهكعة بتاعة عزبة النخل..يمكن لأن ال128 كنت بفكر اجيبها خلال شهرين تلاتة واتعلم بعدها السواقة.يمكن عشان مش متخيلك بتعمل حادثة ف مقطورة بسبب كومة رمل بطولك ده..يا عم الحاج قول الحمد لله..،ويا ريت تصارح العروسة المنتظرة بكل أوبشناتك الجديدة بعد الحادثة لأن الصراحة مهمة جداً في الحاجات دي...الله يخرب عقلك فطستني من الضحك
اولا الحمد لله انها جت على قد كده
و كل خضه و انت طيب
اهم حاجه انك طلعت سليم
سلامتك بس هو موضوع الاوبشن بتاع عجله القياده لاسفل ده ... سبشيال اوردر و لا نازل كده مع كل العربيات ؟
اللي ييجي فالريش بقشيش تكلف زي ما تكلف المهم انك انت طلعت سليم
انتوك
سارة:ميرسي كتير لتعليقك اللطيف.. بس متخافيش عمر الشقي بقي فعلا..أنا زي الحديد أه"كح كح!".. جت سليمة فعلا الحمدلله..بخصوص الخضة..هو فعلا يابنتي ربنا مايوريكي.. يالا البركة في حلا بقى!
لست ادري:بأركب والله مواصلات زيكم..أصل أنا أصلا منكم وإليكم! وحتى لما جت استقل بذاتيوفي عربية 128 مش مرسيدس يعني عدت تاني لقواعد الأتوبيسات والمترو والميكروباص سالما!
ميرسي ليك وربك يسترها.
شيماء:ميرسي يا أستاذة واللي هيجنني أني ماكنتش سرحان ولا حاجة.. بس ربك كبير وبكرة إن شاءالله ترجع العربية حمراء من تاني و128 برضه!
أبوعمر:ماشي ياعم محمد مبسوط قوي! طيب أنت ربنا فكها معاك ورزقك بعمر وحتى لو اتضخيت فخلاص عندك اللي يثبت!
عموما أنا برضه هأشجعك تشتري العربية ..دوس ياعم بس قولي الأول عندكم جرارات في عزبة النخل؟!
دنانير: الله يخيلك.. وكل خضة واحنا كلنا طيبين.
كراكيب"أنتوك":كتير قالوا لي مثل الريش والبقشيش ده فعلا..الحمدلله..بخصوص الأوبشن بتاع عجلة القيادة فده صعب..صعب تلاقيه في أي عربية غير الـ128 تقفيل المنصورة!
ده جزاء اللي بيركبوا عربيات فارهه مليانه اوبشنز بالشكل ده
حمد لله علي السلامه يا عم
بقي انا ما صدقت لقيت صحفي اعرفه تقوم انت عايز تزق كده وتخلع
فداك الف سيارة
امبارح كنت بغني لاختي
لي في الحي سيارة حديث الجار و الجارة
فداك و بكرة تجيب المرشيديس يا صحفي يا كبير
انا بقي يا سيدي ربنا يستر واخدة السواقة عافية
النضارة مكسورةة و بشوف الناس من بعيد خيالات
ده غير اني بستغبي و فجأة اقف فجأة احود يمين شمال
كده اول ما يجي في دماغي
و الاقي ناس بتشتم مش عارفة ليه
فداك يا محمد و كويس ان انكتب لك عمر
حمد الله ع لسلامة
واللى انكسر يتصلح
وربنا يستر على عربياتنا
على فكرة انا بروح الشغل بدراجة تبلغ من العمر عتياً
يعني ناس نصيبها شوية رمل ... ونا نصيبها عمود نور بعرض الشارع ..
وبعدين ايه ده .. يااااي ...انت الفرامل بتاعتك مش ABS ... تبقى مش من مستوايااا....
حمد الله على سلامتك يا حاج .. انتم اللاحقون ونحن السابقون ..
هند:ميرسي يافندم على كلامك الجميل..الحمدلله ربنا سلم فعلا..أما بخصوص الرسالة فمكش هاقولك هي طبعا..لأني كان زماني قلتها في المدونة! ده أنت غريبة قوي!
كلام:هي فعلا عربيات فارهة! متخافش عمر الشقي بقى.. شكرا ليك
نهى: أنا متخيل سواقتك من غير ماتشرحي! الحمدلله على كل الأحوال..
أبو أمل: على فكرة أنا عملت حادثة برضه بالعجلة!خلي بالك بقى
سلاطينو: معلش ياأبوحميد أنت عارف ده دايما مصير السواقين المحترفين أصحاب السيارات الفارهة أمثالي وامثالك !
قدر ولطف
إحم..طبعا واضح أن الشخص الغامض اللي فوق هو أنا!سوري ياجماعة الحماس أخدني فنسيت أكتب اسمي..صباحكم فل
I'm from Mansoura too btw, beginning to find many mansoura people lately :D.
Anyway take care from Mit Nama, the worse point in the whold road. we rabena yostor we 7amdela 3al salama
إيه العباطة دي
في شوارع مصر ومع مطباتها لا عربية جديدة بتنفع ولا قديمة كمان
انت عارف شوارع مصر كدة ليه عشان اي دبابة لاي محتل يفكر يهوب ناحيتنا
تتكسر ميت حتة قبل ماتدخل جوة المدينة المحروسة افهموها بقي
بجد مكان لازم يتزار كذا مرّة
سعيد اني اتكعبلت عندك
محمد تقريبا والله اعلم انا حرقت الموتور
مش عارفة هو انا نسيت احط زيت و هي بتاكل زيت
و الموتور بيقول تك تك تك و طلع ريحة
انا سيبتها بقي مركونة و مش عارفة اية مصيرها
تفتكر تفسير الكلام ده اية؟؟؟
سلام عليكم
عاوزين طلة ع البلوج بتاعنا
محمد
انت مقل جداً ولا تزور احد
ممكن تزورنى وتشوف جديدى
مش هتندم
دعيتك مرة ما جيتش
إرسال تعليق
<< Home