شغل التكييف
شغل التكييف
كان يوما قاهريا تماما، إذ بقى لهيب الصيف متقدا رغم أننا وقتها كنا في أول ديسمبر! لا يوجد حل هذه المرة سوى أن تفعلها وتضحي بزوجين من الجنيهات من أجل أن تستقل فخر الصناعة المصرية، الأتوبيس المكيف المعروف اختصارا -أو تمييزا عن أتوبيس الغلابة- بـ"سي تي ايه"، وبداخله لم يقل العرق أو يخف الشعور بالحرارة لتكون المفاجأة السعيدة..التكييف لا يعمل! ، قربت يدي من الفتحات التي يخرج منها الهواء البارد "جايز تهيؤات!"، لاشيء يخرج.. التكييف مش شغال فعلا ، أنظر لباقي الركاب أجدهم مستقرين مغلقين النوافذ بإحكام في منتهى الرضا والسعادة!احتار قليلا،ثم اختار الفعل المصري الصميم "السكوت".."يعني أنا هأكون أجدع من باقي الركاب وأهو حر وموت على الجميع!"..ونحن جميعا نحتفل بالعرق وبضيق التنفس رأيت الراكب الوحيد الذي يرتدي فينا "نصف كم" قادما من آخر الأتوبيس مندفعا نحو السائق ثم قال له في حدة "شغل التكييف!"، الغريب أن السائق لم ينطق بحرف واحد وإنما شغل التكييف فورا،وكأنه كان ينتظر أن ينطق واحد منا فقط بكلمة واحدة تجلب حقه المسلوب!يبدو أن التغيير في مصر سيأتي ممن يرتدون "النصف كم" في عز البرد!