من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

الاثنين، فبراير 16، 2009

السيرة التليفزيونية

السيرة التليفزيونية

لي مع التليفزيون تاريخ طويل ومغامرات تفوق في هولها ما ورد في الأساطير الإغريقية!، أتحدث هنا عن ظهوري في هذه الشاشة الجهنمية وليس عن مساهمتي في تأسيس تليفزيون البي بي سي العربي بكل تأكيد!
ولأني كائن قديم يعود ظهوره على وجه هذه الدنيا إلى ثمانينيات القرن الماضي، وقد نشأت وترعرعت- سيدتي- طوال سنوات الطفولة والمراهقة وأنا أتجرع واستنشق واختنق بتليفزيون صفوت الشريف طيب الله ثراه- التليفزيون طبعا وليس صفوت بيه!-، ولأني انتمي إلى محافظة الدقهلية الغراء التي ابتلاها الله بأن كانت من محافظات الدلتا، الأمر الذي جعلها- ياولداه- تقع تحت نطاق البث الجهنمي لهذا الاختراع الشيطاني المسمى باسم القناة السادسة، فكان لابد أن يكون أول ظهور لي في الشاشة الصغيرة هناك، كان هذا في سنوات الجامعة السٌكرية- نسبة إلى السكر - وكنت وقتها شابا مسلوعا يرتدي قميصا كاروهات –آخر موضة- على بنطلون جينز ماركة "إيدوين"- كانت أجمد وأروش ماركة في السوق وقتها.. وأرخصها طبعا!-، وكأي شاب يدعي الثقافة لمجرد أنه ملأ ألبوم صور "بم بم" كنت عضوا في فريق كلية التربية لما سمي- بعيد عن السامعين- بالنوابغ!، وعليه كانت تجرى مسابقة في المعلومات العامة بين النابغين- أمال..حاجة ألاجة خالص- من مختلف الكليات وحدث أن صعد فريقنا إلى الدور قبل النهائي للمسابقة وجاء الخبر الذي أثلج صدورنا .. القناة السادسة جاية تصور الماتش! زغردي يا أم فاروق!
لن أحكي لكم تفاصيل الهزيمة المذلة وكيف فرح الأهل في الحضر والريف عندما أمسكت أنا بالميكرفون لأقول إجابة سؤال فكان المخرج جدعا فجعل الكاميرا "كلوز"على وجهي "الفوتوجينيك"، لقد عاش الأهل وقتها فرحة كتلك التي جسدها الفنان "حسن مصطفى" بقوله "محروس مسك المقص" في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير"!، الأهم من هذا كله أن طلتي الاستثنائية هذه على شاشة قناة كانت الناس تلعن حظها إن شاهدوها صدفة، أصابتني بلعنة تليفزيونية غامضة.
فإذا حدث وظهرت في برنامج شبابيك على دريم- قبل عامين- للحديث- شوف إزاي- عن "ما الذي يجب أن يفعله الطالب المجتهد في ليلة الامتحان"، أصابتي لوثة عقلية ورحت أردد كلمة واحدة طوال وقت الفقرة- على الهواء حضرتك- "اشربوا اللبن قبل ماتناموا"، حتى تصور كثير من المشاهدين أني امتلك جاموسة في البيت وتربطني بها علاقة لبنية طاهرة، أو أني مندوب إحدى شركات منتجات الألبان!، ثم إذا ظهرت على قناة النيل الثقافية للحديث عن "الصحافة الإلكترونية ودورها في حاجة معينة مش فاكرها دلوقت" فلابد أن تتأخر الفقرة عن ميعادها المحدد لأكثر من ساعة حتى إذا ظهرت - على الهواء برضه- غلبني الخمول والنعاس حتى كدت أن أتحدث ثانية عن فائدة شرب اللبن في صنع صحافة إلكترونية زي الحليب!
وكله كوم وهذا اليوم المشئوم- ماتفكرنيش!- كوم تاني، وقتها جاءني اتصال من تليفزيون الحرة- بتقولوا مين ياولاد.. الحرة!-، ندوة جديدة قديمة عن المدونات ودورها في تفعيل تجارة اللبن في الشرق الأوسط!، الجديد في الأمر أن هناك عائد مادي.. خمسين دولار حتة واحدة، طبعا لعب الفأر في عبي ولومت نفسي بشدة "آه .. هتبيع نفسك لأمريكا في مقابل 50 دولار يا متعفن"، ثم قررت الذهاب- طبعا- وأنا أدندن "ماتقولش إيه ادتنا مصر"!، لكن قوى الوطنية الحرة- المتمثلة في سيارتي الـ128 العزيزة- انقذتني من بئر الرزيلة حينما اختارت -وأنا في طريقي للتصوير- أن تعمل حادثة معتبرة لم تحرمني فقط من الخمسين دولار وإنما كلفتني 500 جنيه إضافية مصاريف إصلاح العربية بجانب دقائق الخضة والفزع والرعب الكفيلة بحرماني من الزواج بشهادة طبيب معاصر!
أقول لكم هذه السيرة التليفزيونية المشرفة، بعدما جاءني اتصال من المجتهد الجدع "هيثم أبوعقرب" للظهور في "فقرة الكتب" في برنامج "مساءك سكر زيادة" على قناة "أو تي في" يوم الثلاثاء القادم 18 فبراير الساعة السادسة والنصف، فإن لم أظهر في الميعاد المحدد فأبحثوا عني لدى ميكانيكية وسمكرية المنطقة ، وإن ظهرت فرجاء امنعوا الضحك وأنا أتحدث عن دور الكتب في زيادة توزيع اللبن على الفقراء والمحتاجين!
تصحيح: الميعاد الثلاثاء 17- بكره يعني لو كنت تقرأ هذا الموضوع يوم الاثنين!-معلش ياشباب إنها لعنة التليفزيون.. وشكرا لك يامروة أيوه كده خليك صاحية معايا والنبي!