من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

الأحد، يناير 08، 2006

كيف سيقضي الناس الكبار إجازة العيد?!

كيف سيقضي الناس الكبار إجازة العيد؟!

في أدب الخيال العلمي يوجد ما يعرف بـ"العالم المواز" وفيه يمكن أن نتخيل وجود أرض أخرى في عالم آخر فيه كل مواصفات الأرض التي نعيش عليها لكن قد تكون هناك بعض الأوضاع معكوسة..فتجد العراق تحتل أمريكا مثلا..وترى موزمبيق وهي تفوز بكاس العالم لكرة القدم..وهكذا ..وبمناسبة العيد سنتخيل أننا زرنا عالم مواز..ورحنا لبلد هناك اسمها مصر..بالصدفة يا أخي الأوضاع هناك كانت مظبوطة وتمام التمام وشبه اللي عندنا قوي.. وبالصدفة ..كانت مصر دي يحكمها رئيس جمهورية اسمه حسني مبارك وولده جمال ..وآخرون..تيجي نشوف إزاي الناس دول هيقضوا إجازة العيد ..هناك طبعا في العالم المواز!!

الرئيس مبارك

الأكيد أنه سيقضى العيد كما هي عادته في قصره بشرم الشيخ..سيمدد جسده المنهك "ربع قرن حكم بقى!"على تلك الكنبه الناعمة الموجودة في حجرة التليفزيون حتى يريح ظهره من الآلام التي تمسك به منذ فترة والتي جعلته يسافر إلى ألمانيا للعلاج منذ مايقرب من عامين ، أول أيام العيد سيكون تجمع عائلي بالطبع ،باقي الأيام سيقضيها الرئيس للفرجة على التلفزيون الـ60 بوصة ذو الشاشة LCD ، فهذه هي هوياته المفضلة لأنها لايطيق بالا للقراءة ، وبعدين كفاية قراءة تقارير بقى طول السنة، لو دققنا النظر سنجد الرئيس لايشاهد طوال أيام العيد إلا نوعية واحدة فقط من الأفلام التسجيلية ، وهي تلك التي تسجل مسيرة كفاحه..هناك ذلك الفيلم الشهير الذي يظهر فيه بالبدلة العسكرية وهو يشرح خطة العبور "أيام الشباب بقى!"، وأيضا ذلك الفيلم الذي صُور في بداية ولايته الأولى عندما كان يحتضنه الفلاحون والعمال بحب وصدق حقيقيين لأنه قال بأن لن يجلس على الكرسي سوى ولايتين فقط"زمان برضه" ، وبجوار هذين الفيلمين كان هناك طبعا فيلم "الخوص" الشهير اللي كان درة الحملة الانتخابية بتاعته والذي يشعر فيه دوما بحلاوة العودة للجذور والجلوس على شط النيل ، ثم كان من الضروري طبعا أن يشاهد فيلمه المفضل مع "عماد الدين أديب" لأنه معجب بإخراج شريف عرفة جدا!، إلا أن الذي يحب أن يشاهده كل يوم أكثر من مرة طوال أيام العيد هو ذلك المشهد الشهير في فيلم "أيام السادات" والذي يقول فيه الفنان الراحل "أحمد زكي" بصوته المميز "حسني مبارك" ده عمل شغل هايل في الحرب..وعشان كده أنا اخترته يبقى نائب لي!".هيييه...الله يرحمك ياسادات!

جمال مبارك

طبعا اليوم الأول لازم ولابد يكون مع العائلة..فرصة يتقابلوا مع بعض لأن ظروف الحكم مش مخليه الناس تاخد نفسها"يعني الراجل لسه مختار لوحده الوزارة كاملة من عمنأول!" ..أما باقي أيام العيد فسيقضيها مع صديقه العزيز "أحمد عز" ليمارسا معا لعبتهما المفضلة..بنك الحظ! التي اشتروها خصيصا من الخارج وفيها تم مسح أسماء المدن والدول الموجودة في خانات اللعبة العادية ووضعوا مكانها أسماء مؤسسات وشركات ووزارات لاتزال خارج سيطرة لجنة كده اسمها لجنة السياسات، كانت اللعبة مثيرة جدا..خاصة لما أحمد عز رمي الزهر فجه حظه على وزارة الصناعة وكان مصمم ياخدها لولا أن جمال أقنعه بأن لسه الدور مجاش عليه ، ووعده أنه المرة الجاية لو رمى الزهر وجت على الصناعة تاني هيعطيها له ، بس المرة دي بلاش لأن السنة اللي فاتت كان صديقه اللي اسمه "رشيد محمد رشيد" رمى الزهر وجت على الصناعة برضة فمينفعش يعني نبسط حد على حساب حد، وقتها طبعا هيزعل "عز" جامد ، فسيسمح له جمال بأنه يرمي الزهر مرة تانية وسيجئ حظه هذه المرة على الخانة الجديدة.."حديد مصر!"..مش سكك حديد مصر خد بالك!..حلال عليك ياعم!

حبيب العادلي

ستكون إجازة عصيبة على الرجل ،فهو غير معتاد أن يقضي أيامه في هدوء..فبعد أن قدم رجالته روح 14 مواطنا قربانا على نزاهة الانتخابات البرلمانية ، قرر أن أبناء الجنوب الشقيق لابد أن يقدموا هم أيضا تضحايتهم أمال أبناء وادي النيل بالكلام وبس؟!..فكان أن قتل رجالته 27 لاجئا سودانيا في آخر أيام السنة الماضية..فبالله عليكم كيف لرجل مثله مليء بالحركة ولايستطيع أن يعيش إلا في جو من التشويق والإثارة أن يقضي إجازة هادئة هانئة لايوجد فيها دم أو ضحايا؟ ده حتى دماء الخرفان التي تغرق شوراع القاهرة أول أيام العيد لاتشعره بأي بهجة..لأنه دم حيوان..وهو فيه أجمل من دم البشر؟!
ولذلك فإن العادلي سيقضي إجازته في تطوير قدراته..سيقضي الليل والنهار في تثقيف نفسه أمنيا..خاصة بعد الفضائح التي حدثت في آخر سنة من وزارته عندما قتل أكثر من 120 سائحا ومصريا في أربعة تفجيرات إرهابية في أقل من عام واحد "طابا- عبد المنعم رياض- السيدة عائشة- شرم الشيخ"..وسيكون هذا التطوير من خلال قراءة الكتب الأمنية العظيمة من نوعية "المختصر والمفيد في نفخ الشعب المصري بكل تأكيد!" ، "الدرر والجواهر المتنقية في استخدام السنج والمطاوي اللي هي!"، "الفسح والتفاريح في تعذيب المواطن بشكل مريح!"، "الطرق الجهنمية في قتل رجال المعارضة دون دية!"..وهي باقة ممتازة ومتنقاة كما ترون..كل سنة وأنت "حبيب" لقلوبنا ياعم "عادلي"!

فاروق حسني

كانت سنة عصيبة على الرجل فمن المتحف المصري الذي سرقت منه القطع الأثرية وكأنها كانت موضوعة على فرشة في حارة شعبية ، إلى محرقة بني سويف التي راح فيها 50 من أجمل فناني المسرح ونقاده ، ثم "الشو الاستقالي" الذي قام به..و"مصر محتاجك يافاروق!"، فلم يستطع الرجل أن يقاوم نداء مصر فأرتضى أن يقعد على نفسنا لسنوات جديدة تضاف إلى السبعة عشرة عاما التي قضاهم اصلا- وهو رقم قياسي لم يتحقق لوزير ثقافة آخر بقامة ثروت عكاشة- ..وهكذا فإن فاروق حسني من أكثر الناس الكبار احتياجا لإجازة العيد..لكن كيف سيقضيها الرجل؟!
طبعا الرسم هو الحل..هذه هي هواياته المفضلة التي جعلت اسمه مقرونا دوما بلفظ الفنان ..لأنه يفن طوال حياته..فعندما سرق المتحف المصري قال بأن اللفظ الصحيح هو اختفاء اثار وليس سرقة..وده فن محدش يقدر عليه!، ولما الناس ولع بيهم المسرح في بني سويف ..الراجل قال أنه حزين بس مش مسؤول عن اللي حصل..وده فن برضه!..حسنا يمكننا أن نتوقع لوحات جديدة سيفنها الفنان في إجازة العيد ..الأمر لن يكون صعبا.. قليلا من الأحمر على الأصفر على الأزرق على البني ..ثم صورة لذراع مقطوعة في قلب اللوحة ..ستكون خير اللوحات المعبرة عن معاناة المواطن المصري
سيسميها "الشعب أبو رجل مسلوخة" ..وسيبيعها الرجل بالآف الجنيهات..ده فن برضة ياناس!
كل سنة وأنتم طيبين