من نفسي

بكسر النون

الاسم:
الموقع: الدقهلية- القاهرة, Egypt

الاثنين، أكتوبر 31، 2005

تليفزيونا

تليفزيونا
"تم البدر بدري والأيام بتجري"
أغنية تذاع على القناة الثانية بالتليفزيون المصري هذه الأيام
"مرحب شهر الصوم مرحب بعد انتظارنا وشوقنا إليك جيت يارمضان"
أغنية تذاع على القناة الأولى بالتليفزيون المصري -برضة- هذه الأيام

الثلاثاء، أكتوبر 04، 2005

خواطر عن حرب لم أشارك فيها

خواطر عن حرب لم أحارب فيها
حسنا..هاقد جاء 6 أكتوبر من جديد..طل علينا ونحن نستفتح الولاية الخامسة- لعلها الأخيرة إن شاء الله- للرئيس مبارك ..ولأني أنتمي لجيل لم يعش الحرب ولم يذق شرف المشاركة فيها..ولأن الأمر ليس بيدنا بطبيعة الحال وإنما هي إرادة الله -سبحانه وتعالى- التي تختار- بحكمته عز وجل- أجيالا يختصها بأن تخلص البلاد من الاحتلال ، ويختص أجيالا أخرى بأن تخلص البلاد من الطغاة والاستبداد..فأننا - هذا الجيل- نكتف في الأغلب في هذا التوقيت من كل عام بالنظر بعين الدهشة والاحترام لآبائنا وأجدادنا الذين شاركوا في حرب 1973 ، دهشة لأنهم صنعوا النصر من قلب الهزيمة ، واحترام لأنهم امتلكوا الإرادة الكافية لتحقيق هذا..لكن هل يعني هذا أن يعايرنا أهالينا بأنهم حاربوا ونحن لا؟!د
نتفهم جيدا أن يفاخر كل من شارك في الحرب فله كل الحق في هذا ..نفهم أن يتباهى بدمائه التي أريقت على أرض سيناء حتى عادت لنا..نفهم مشاعر العزة والفخر والكبرياء لأنهم ينتمون لجيل أكتوبر ..نفهم أنكم ذقتم كل صنوف الحزن والانكسار طوال ست سنوات كاملة ..نعرف أن أحلام الكثيرين منكم وأدت في ظل انتظار يوم المعركة الذي بدا أنه لن يأتي أبدا ..نفهم كل هذا والله ونقدره ونبجله ..لكن ما ذنبا نحن ؟! ما ذنب جيل ولد في عصر باتت فيه - رسميا- إسرائيل صديقة؟! ،عصر خرج فيه رئيس جمهوريتنا حزينا يعزينا في وفاة صديقه "رابين" بينما لم يهتم بصراخ الناس الذين ماتوا في قطار الصعيد أو في محرقة "بني سويف"مكتفيا ببالغ الأسى والحزن اللذان بثا على ورق الجرائد دونما حتى أن يجبر بخاطر الناس الغلابة بأي كلمة- مسجلة باردة- على شاشة التليفزيون؟د
كيف يمكن لجيلنا أن يستحضر رائحة أكتوبر 1973 الحقيقية وهو محاط سنويا من جهة بحملة المباخر الذين ينسبون الفضل في النصر لصاحب أول طلعة جوية التي فتحت باب الحرية ، ومحاط من جهة أخرى بصحافيين وفنانين وأدباء ومثقفون يتباهون ويتنابزون بكونهم كانوا مشاركين في الحرب وكأن ذلك كان تفضلا منهم لا واجب عليهم؟د
والنماذج التي تجاوزت الخيط الرفيع بين "الاعتزاز" بالمشاركة في حرب أكتوبر وبين "المعايرة" بالمشاركة فيها كثيرة ، ثمة صحفي يتفاخر كل عام على نصف صفحة كاملة في الجريدة التي يكتب فيها بمغامراته وبطولاته في حرب أكتوبر، وكيف أنه على شباب اليوم الفرافير- شباب روبي ونانسي- أن يأخذوا منه قدوة وأن يصبحوا مثله يحاربون الحرب ثم يعايرون الخلق بأنهم شاركوا فيها.د
وفي مؤتمر عقد مؤخرا تضامنا مع ضحايا بني سويف ، خرج أديب كبير يطالب جموع الحاضرين بأن يوقعوا جميعا على برقية يرسلونها لرئيس الجمهورية يطالبونه فيها الاهتمام بالتحقيقات وتحري الدقة فيها حتى يتم تحديد المسؤولين الحقيقيون عنها ، وهو ما أثار أديب آخر جعله يخرج عن شعوره متهما الأديب الأول بأنه "بتاع الحكومة" لأن رئيس الجمهورية - في رأيه- هو المسؤول الأول عن الحادث فكيف نطلب منه الحياد في التحقيقات ؟ التهبت القاعة وقتها وخرج أديب ثالث مدافعا عن الأول واصفا إياه "بأنه حارب في 73 وأن لولاه لكان هو شخصيا في عداد الأموات" فما كان من الثاني إلا أن قال أنه هو الآخر حارب في حرب أكتوبر وأنه أصيب فيها ، وتحول الأمر من مؤتمر للتضامن مع أرواح شهداء بني سويف إلى سوق للمزايدة على المشاركة في حرب أكتوبر..يومها تحسست جسدي فوجدته خاليا من أي رصاصات إسرائيلية ، واعتصرت ذاكراتي علي أذكر أين كنت في 6 أكتوبر1973 فأكتشفت أن وقتها لم يكن أبي وأمي قد تزوجا بعد..وقتها عرفت أن هذا المكان ليس مكاني..فأنا لست من جيل أكتوبر..فرحلت.د
يا كل من شارك في حرب أكتوبر وذاق فيها حلاوة النصر ..نقسم بالله العظيم أننا لو كنا موجودين في وقت حرب أكتوبر لما تردد واحد منا في المشاركة فيها والتضحية بدمه في سبيل بلده..وهذا - والله- ليس منحة أو منة لبلدنا لكنه هو الواجب ..الواجب فقط علينا..وعليكم.د